أخبار الأردن اقتصاديات مغاربيات خليجيات دوليات وفيات جامعات برلمانيات وظائف للأردنيين رياضة أحزاب تبليغات قضائية مقالات مقالات مختارة أسرار ومجالس مناسبات جاهات واعراس الموقف شهادة مجتمع دين اخبار خفيفة ثقافة سياحة الأسرة طقس اليوم

الوريكات يكتب: مشكلة النُخب وفشل الإدارة


عبد المنعم الوريكات
عقيد متقاعد

الوريكات يكتب: مشكلة النُخب وفشل الإدارة

مدار الساعة ـ
إحدى أهم المعضلات الرئيسية في أي دولة هي كيفية إنتاج النخب والتي بطبيعة الحال فإنها تتسيد مطابخ القرار في إدارة جميع مؤسساتها وعلى جميع المستويات، لذلك فإن كل الدول تتبنى إقامة نظام واضح لإنتاج واختيار النخب التي ستقود المرحلة الحاضرة والمستقبلية والقادرة على إدارة مؤسسات الدولة، حيث يُعتمد عليها لبناء مستقبل أفضل للشعوب، ولضمان إستمرارية التقدم والنماء للجميع، وبما يراعي المصالح الوطنية العليا التي يحددها رأس الدولة
صاحب القرار والذي يدير أي نظام بغض النظر عن مستواه يبني قراراته بناءً على دراسات دقيقة مبنية على حقائق مختلفة تقوم بها النُخب القريبة منه وهذه النخب لديها مختصين أكفّاء لديهم العلم والانتماء والولاء الكافين لإدارة مثل هذه الدراسات وإنتاجها وخصوصاً عند علو مستوى هذه العمليات وقربها من صاحب القرار الأخير في كل مؤسسة أو وزارة خدماتية كانت أم سياسية وبالتالي فإن القرار يتم بنائه من أدنى المستويات صعودا وحتى الوصول للقرارات الإستراتيجية وعلى مستوى رأس الدولة
الدول الحصيفة تُبقي عملية إنتاج النُخب سرية ويقوم عليها أشخاص ثقات وأصحاب ضمير مُتقد وولاء منقطع النظير وتقوم على عمليات تشخيص دقيقة وحقيقية ولا يتم التدخل بها من قبل أي من مسؤولين الدولة ولا تتأثر بالواسطة والمحسوبية والقبلية والإقليمية ولا تعنيها الولائم التي تضم بعض "سلالم الصعود" من المسؤولين ولا تنجر الى تحالفات لا تبتغي الا الخراب المؤكد الناتج عن تلميع بعض الشخوص
بعض الدول فشلت إدارتها على جميع الأصعدة نتيجة الخلل في عملية انتاج النُخب المكشوفة للجميع فمثلاً يقوم المسؤولين باختيار وظائف لأبنائهم وخواصهم في أهم المواقع وأكثرها حساسية في الدولة ويقومون بذلك من خلال الأصدقاء والواسطات ويشعرون بأنهم الأحق في هذه المواقع بغض النظر عن معايير الكفاءة والاختصاص فتراهم ينظرون الى هذه الوظائف على أنها مجرد قضمة بسيطة في مسيرتهم العملية صعوداً الى مواقع أكثر تقدماً في المستقبل، وبالتالي فإنك تجدهم في مواقعهم مجرد متخاذلين متعالين ومنتجين على أدنى المستويات ونتيجة طبيعية لهذه المهزلة تراهم أيضا يمرون بترقيات صاروخية غير مّستحقّة وعلى حساب أقرانهم الذين لا يمتلكون الواسطات أو مقوّمات النجاح حسب وجهة نظر النُخب
هذه العملية المشوهة ستؤدي أيضا إلى إيجاد مشاعر الحنق والسخط لدى غير أبناء النخب نتيجة التهميش والحرمان من الحقوق والترقيات وحرمانهم من التعيين لصالح النخب
مدار الساعة ـ